جيك دايسون يكشف عن المرحلة المقبلة من خطة دايسون الاستثمارية بقيمة 2.75 مليار جنيه إسترليني
- في فيديو نشره على يوتيوب، جيك دايسون، كبير المهندسين في الشركة يوضح أحدث المستجدات حول خطة دايسون الاستثمارية لخمس سنوات، والتي تشمل ابتكار منتجات ذاتية التطوير تستخدم البرمجيات وعلوم البيانات لحل المشكلات قبل أن يلاحظها المستخدمون
- يأتي ذلك بعد الإعلان في وقت سابق من العام عن سعي الشركة لتوظيف المزيد من مهندسي الروبوتات
- ستركز دايسون جهود التوظيف على مطوري البرمجيات وعلماء البيانات، لتواصل تعزيز فريقيها البرمجي، الذي زاد عشرة أضعاف خلال العقد الماضي
- يعمل فريق تطوير البرمجيات، الذي يشرف عليه جيك دايسون على تطوير جيل جديد من المنتجات الذكية على خلال فترة تتراواح بين 10 إلى 15 عام
- كشفت شركة التكنولوجيا عن امتلاكها بيانات رائدة على مستوى العالم حول جودة الهواء، يمكن أن توضح مواقع تأثير أحداث التلوث الأشد تأثيرًا حول العالم، مثل حرائق الغابات
كشف فيديو جديد نشره جيك دايسون، كبير المهندسين لدى شركة دايسون، على يوتيوب، بأن الشركة تسعى لبناء فريق قوي من المبرمجين، لدعم جهود مهندسيها الذين يعملون حاليًا على جيل جديد من المنتجات الذكية والمتصلة والقابلة للتحسين ذاتيًا. وكانت شركة التكنولوجيا قد أعلنت عن استثمارات بقيمة 2.75 مليار جنيه إسترليني في التقنيات الجديدة، وأكد جيك في الفيديو بأن الشركة تركز حاليًا على البرمجيات والاتصال في تصميم خط منتجاتها المستقبلية، موضحًا كيف يمكن أن تساهم القفزات المهمة في البرمجيات والمنتجات المتصلة في تحسين حياة العملاء، والمساعدة في حلّ المشكلات في أجهزة دايسون قبل أن يدرك العميل وجودها.
وتواصل دايسون رفع مستويات ذكاء أجهزتها، باستخدام مجموعة من المستشعرات والأجهزة الإلكترونية وأنظمة التحكم، والأكواد البرمجية. وتمكنت الشركة من تحقيق ذلك من خلال سعيها لزيادة أعداد مطوري البرمجيات في فريقها، الذي تضاعف عشر مرات منذ العام 2012، وهي مستمرة في توسيع فريق عملها في شتى أنحاء العالم.
ومن خلال هذه التكنولوجيا، يمكن لأجهزة دايسون كشف الأشياء المخفية، فعلى سبيل المثال، تقوم أجهزة تنقية الهواء من دايسون باستشعار والتقاط الجسيمات الملوثة، وتقديم تقرير حول جودة الهواء في منازل العملاء، وكذلك إطلاعهم على أحدث المستجدات المتعلقة بعمليات التطوير المستقبلية للمنتج. من جهة أخرى، تمثل مكنسة دايسون Gen5detect قفزة نوعية مقارنة بمنتجات دايسون التي كانت أكثر ميكانيكية قبل عشر سنوات، فهي قادرة على إحصاء أعداد الجسيمات الدقيقة وقياس حجمها، لتقديم تقييم دقيق للمستخدمين، وتحديد الأماكن الأكثر عرضة للغبار على الأرضيات.
وأما هدف الشركة من هذه الجهود المستمرة فهو تطوير أجهزة قادرة على تطوير ذكائها بمرور الزمن، وهي في منازل المستخدمين، مع القدرة على تحديد المشكلات ذاتيًا، واستكشافها وحلّها، حتى قبل أن يلاحظ المستخدم وجودها.
وفي هذا السياق، قال جيك دايسون، كبير المهندسين لدى شركة دايسون: "نحن لا نسعى لتطوير البرمجيات وعلوم البيانات من أجل تقديم خاصيات زائفة وغير مفيدة، بل نهدف لتحقيق قيمة فعلية وتبسيط حياة الناس، لنتولى مهمة العناية بالمنتج من دون أن يقلقوا حيال ذلك. وقد استثمرنا في مختبراتنا ومجمعاتنا في المملكة المتحدة وسنغافورة والفليبين وبولندا، لدعم فريقنا المتنامي من المهندسين الذي يعملون على تقنيات سرية للغاية وذكية ومستدامة، ووضعنا خطة مدتها 15 عامًا لتحقيق غايتنا".
رحلة طويلة في مجال البرمجيات تستمر لعشر سنوات وأكثر
خلال السنوات العشر الماضية، عملت شركة دايسون على توسيع فريق تطوير البرمجيات والاتصال لديها، ليزيد بعشرة أضعاف حجمه الأصلي في المملكة المتحدة وسنغافورة وماليزيا والفلبين والصين وبولندا. ويعكس هذا النمو في الخبرات تركيز الشركة على تطوير ذكاء و"أدمغة" أجهزة دايسون، إن صحّ التعبير. ولا يتوقف هذا العمل عند البرمجيات، إذ يعمل علماء البيانات ومهندسو الروبوتات والأجهزة الإلكترونية والتعلم الآلي في دايسون، جنبًا إلى جنب مع مهندسي البرمجيات، وهم يمثلون نسبة كبيرة ومتنامية من إجمالي الفريق الهندسي للشركة، حيث أن 45% من مهندسي دايسون، الذين يبدؤون مشوارهم المهني، يعملون ضمن فرق البرمجيات.
في السابق، كانت البرمجيات تتمحور حول التحكم بالمكونات الفردية، إلى أنها اليوم أصبحت جزءًا أساسيًا من كل وظيفة في تقنيات دايسون، وباتت البرمجيات وتطوير التطبيقات والسحابة وطبقات البرامج المدمجة، مثل الخوارزميات، والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي مكونات أساسية في أجهزة دايسون، تمكنها من أداء مهام أكثر تطورًا، تتجاوز أدائها الميكانيكي. وقد ركزت أعمال الشركة بشكل أساسي على تطوير هذا الجانب خلال السنوات العشر الماضية. فمثلًا، في مكنسة دايسون الأولى، كان كل ما يقوم به المستخدم هو تشغيل المحرك. واليوم، تقدم مكانس دايسون تقريرًا حول عمر البطارية وتعدل استهلاك الطاقة بحسب نوعية الأرضية، وذلك بفضل وجود مجموعة واسعة من المستشعرات والأجهزة الإلكترونية والبرمجيات الحديثة.
فمثلًا، في مكنسة الروبوت دايسون Heurist 360، سيتولى الروبوت مهمة التنقل من مكان لآخر في المنزل، ويُعفي المستخدم من مهمة حمل المكنسة والتجول بها للتنظيف. واليوم، يوفر تطبيق MyDyson، الذي أصدرته الشركة حديثًا مزايا المنتجات المتصلة والبرامج التعليمية المخصصة ويضعها بين أيدي المستخدمين. وخلاصة القول، أن شركة دايسون تعمل على تعزيز قدراتها في مجال علوم البيانات، والتي تعد أساس علوم تنقية الهواء من دايسون.
من جانبه قال رونالد كروجر، كبير المهندسين التنفيذيين لدى دايسون: "تعمل دايسون حاليًا على تنفيذ خطتها الاستثمارية بقيمة 2.75 مليار دولار على مدار خمس سنوات في كل من المملكة المتحدة وسنغافورة وآسيا وأوروبا والأمريكيتين. وفي شهر نوفمبر 2020، أعلنّا عن خطط للاستثمار في تقنيات جديدة مثل تخزين الطاقة والروبوتات وتعلم الآلة والتجارة الإلكترونية. وها نحن اليوم نفي بوعودنا، حيث ستشكل هذه الاستثمارات أساس عملية توسيع فئات منتجاتنا وتفتح الباب أمام تصميم منتجات جديد بالكامل. وتعتبر فلسفة ’التوجه نحو التقنيات الرقمية‘ مع التركيز على تطوير المهارات البرمجية عبر كامل أقسام الشركة عنصرًا أساسيًا في هذه الاستثمارات، وستكون أداة محورية في خط فصل جديد في مسيرة دايسون".
دراسة حالة: التعليم بخصوص التعرض للملوثات
قبل ستة أعوام، قامت دايسون بربط أول جهاز تنقية هواء بالشبكة، مما سمح للمستهلكين بمراقبة جودة الهواء في منازلهم في الوقت الفعلي للمرة الأولى، وعبر الشاشة أو ضمن التطبيق. ومنذ ذلك الحين، جمعت هذه الأجهزة بيانات حول التلوث الداخلي في المنازل من حول العالم، لتكون أساسًا لابتكار جيل جديد من الأجهزة وفهم أعمق لجودة الهواء في المنازل. ويستخدم مهندسو دايسون هذه البيانات، التي تستخرج من أكثر من 4 ملايين جهاز ذكي لتنقية الهواء من دايسون، لتحديد جودة الهواء من حول العالم. وبفضل توفر القدرة على تتبع الأجهزة المتصلة بشكل مباشر، يمكن لدايسون اكتشاف أحداث التلوث التي تحدث ويمكن لأجهزتها تثقيف المستخدمين لاكتشاف مدى تعرضهم لهذا التلوث. ويعتقد مهندسو دايسون بأنهم سباقون، بل والوحيدون في العالم، الذين يمكنهم تنبيه الناس عند توقع حدث تلوث ما بالقرب منهم، مثل حرائق الغابات أو العواصف الرملية، حيث يعتمدون على بيانات جودة الهوائ من أجهزة دايسون لتنقية الهواء، وتقوم هذه الأجهزة بإرسال 200 إشارة حول جودة الهواء كل يوم لمهندسي دايسون، لإثراء الأبحاث المستقبلية وتثقيف المستهلكين حول مدى تعرضهم للتلوث.
وسوف تستخدم أجهزة دايسون Zone المقبلة هذه التقنية لمراقبة وتنقية الهواء في محيط المستخدم، أثناء تنقله. ويقدم هذا الجهاز المتصل وتطبيق MyDyson بيانات آنية حول تلوث الهواء والتلوث السمعي، وتقارير أبوعية حول اتجاهات التلوث، للمساعدة في تثقيف وتمكين الأفراد للقيام بإجراءات فاعلة والحد من التعرض للتلوث.
وإلى جانب تطوير المنتجات، تتعاون دايسون مع هيئات بحثية ومؤسسات أكاديمية لتعزيز فهم مسألة جودة الهواء حول العالم. وفي العام 2019، قام مهندسو دايسون بتطوير حقيبة تقيس جودة الهواء لمشروع "بريذ لندن ويرابلز" (Breathe London Wearables)، حيث ارتدي 250 طالب حقائب مدرسية مجهزة بمستشعرات للجسيمات والغازات الموجودة في الهواء، وبنظام تحديد المواقع وحزمة بطارية لمراقبة مدى تعرضهم للتلوث أثناء تنقلهم من وإلى المدرسة في شوارع لندن، ونتيجة لذلك، قام 31% من الأطفال بتغيير خط سيرهم إلى المدرسة لتقليل تعرضهم للتلوث. وتستخدم الحقائب الذكية اليوم في دول إفريقيا جنوب الصحراء، بما فيذها غانا وملاوي ونيجييا وجنوب إفريقيا وتنزانيا وأوغندا وزمبابوي، ضمن مشروع "كابا" (CAPPA) الذي تشرف عليه جامعة "كوين ماري لندن" لتحسين فهم مستويات الإصابة بالربو عند الأطفال الأفارقة.
تعمل دايسون حاليًا على تنفذي خطتها لاستثمار 2.75 مليار جنيه إسترليني على مدار خمس سنوات لتطوير تقنيات جديدة، ومضاعفة محفظة منتجاتها بحلول العام 2025. وتعتبر البرمجيات والاتصال والأجهزة الإلكترونية جزءًا أساسيًا من هذه الخطة، حيث تسعى الشركة لمدمج التقنيات الذكاء في أجهزتها وضمن تطبيق MyDyson وتجربة المستخدم، وهدفها بعيد المدى هو تطوير منتجات قادرة على تحسين أدائها ذاتيًا.